السلطات البرازيلية تحذر من فيضانات وانهيارات أرضية مع هطول أمطار جديدة
السلطات البرازيلية تحذر من فيضانات وانهيارات أرضية مع هطول أمطار جديدة
حذرت السلطات البرازيلية من أن الأمطار المتوقع هطولها على جنوب البلاد الذي تغمره المياه إلى حدّ كبير، ستكون على أشدّها بين الأحد والاثنين، ما يضاعف من معاناة ضحايا الفيضانات الحادة التي أودت حتى الآن بـ136 شخصا.
وحذرت سلطات ولاية ريو غراندي دو سول في وقت متأخر السبت من خطر ارتفاع منسوب المياه والانهيارات الأرضية، وفق وكالة فرانس برس.
وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي في مقطع فيديو على موقع إنستغرام "ما زلنا نواجه حالة طارئة".
وقال الدفاع المدني إن الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي تسببت في فيضان الأنهار في الولاية الزراعية ما أدى إلى إصابة 806 أشخاص وفقدان 125 آخرين بالإضافة إلى القتلى.
وقال إنيو بوستي وهو عنصر اطفاء في بورتو أليغري عاصمة الولاية المنكوبة إن "كثير من الناس يرون المطر ويشعرون بالصدمة. لقد رأينا مدى خوف الناس".
ومن بين أكثر من مليوني شخص تضرروا من الفيضانات، اضطر أكثر من 537 ألف شخص إلى ترك منازلهم مع 81 ألف شخص في الملاجئ.
وتضرر أو دمر أكثر من 92 ألف منزل بسبب الفيضانات، بحسب الاتحاد الوطني للبلديات.
ويعزو خبراء الأمم المتحدة والحكومة البرازيلية هذه الكارثة إلى تغير المناخ وظاهرة “ال نينيو” المناخية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إنه "حزين للخسائر في الأرواح والدمار الذي سببته الفيضانات"، مضيفا أن واشنطن "تعمل على تقديم المساعدة اللازمة" بالتنسيق مع السلطات البرازيلية.
وطلبت السلطات من السكان الابتعاد عن المناطق التي غمرتها الفيضانات، مع وجود مخاطر بما في ذلك الصعق بالكهرباء بسبب خطوط الكهرباء المقطوعة.
وقال إيفرتون ماتشادو (36 عاما) بعد أن أنقذه قارب أثناء البحث عن والديه "كنت مبللا. لقد ساعدوني وأعطوني ملابس".
توزيع مساعدات
في شوارع حي ساو جواو التي غمرتها المياه، عمل المتطوعون ورجال الإطفاء وسط الأمطار الغزيرة لإيصال الإمدادات إلى السكان على دراجات مائية (جت سكي) وقوارب مطاطية.
وكان المتطوعون ينقلون الحيوانات الأليفة إلى الملاجئ.
ويشارك الجيش وقوات الأمن في جهود الإغاثة. ووزعت الحكومة الفدرالية نحو طنين من الطعام والمعدات، في ما وصفه الرئيس لويس اناسيو لولا دا سيلفا بأنه “أكبر حركة تبرعات يتم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ البلاد”.
وتعهدت الحكومة الفدرالية هذا الأسبوع بتقديم نحو 10 مليارات دولار لإعادة إعمار مدينة ريو غراندي دو سول، التي تشهد أسوأ كارثة مناخية في تاريخها.
ووصل منسوب المياه في نهر غويبا الذي يمر عبر بورتو أليغري، التي يسكنها 1,4 مليون شخص، إلى مستويات تاريخية هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من الأمطار المتوقعة، يسعى بعض السكان إلى العودة لما يشبه الحياة الطبيعية، فقد أُعيد فتح بعض المتاجر والمطاعم.
ومع استمرار انقطاع إمدادات المياه، أصبح مشهد الشاحنات التي تنقل المياه النظيفة مألوفا في جميع أنحاء المدينة.
وفي أماكن أخرى، كانت شاحنات التفريغ تضخ مياه الفيضانات الموحلة من الشوارع والمباني.
وتعرضت البرازيل في الأشهر الأخيرة لفيضانات تاريخية وحرائق غابات غير مسبوقة وموجات حر وجفاف حادة.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".